أمسكت الفرشاة تلك التى هجرتها منذ زمن، بللتها قليلاً و تركتها بعض الوقت حتى لا تتساقط شُعيراتها إن حاولت استعمالها بعد كل هذه المدة الطويلة. ظلت تتأملها مليّا، و جهزت الألوان وهى تمرر أناملها برفق على العلبة المهجورة من زمن مُتساءلة إن كان يمكنها إعادة التجربة وما إذا كانت ستنجح هذه المرة فى الرسم بالفرشاة و العودة للألوان أم أن أناملها لا تستطيع التعامل سوى مع القلم. تسألت ماذا سترسم، وإن كان عليها أن تحدد بالقلم ما تريد أن ترسمه ثم تستجمع قواها للإمساك بالفرشاة و إحكام قبضة أناملها الصغيرة على تلك الفرشاة الرفيعة المسكينة، التى ستتلطخ بكل الألوان تلك الأخرى المهملة والتى تتسأل هى إن كانت الألوان تشتاق للفرشاة مثلما اشتاقت هى لها وفجأة إذا بهمسة تقول: – أفتقدُك – من أنتِ – أنا فرشاتك المنسية – لا تخافى، امسكى بى – أخاف أن أكسرك – لا تخافى فلم أعرف أرق من أناملك و لا أحن منها – و لكنى لازلت أخاف الألوان – لا تخافى أنا معك، ارسمى و عبرى ارسمى فراشاتك و زهورك طيورك و حيواناتك – و لكنى لست معتادة عليكِ – حاولى ألا تخافى ارسميه – تعرفين أنى فاشلة فى رسم الأشخاص، و تريدينى أن أرسمه كم أنت قاسية – جربى ليس بالضرورة أن ترسميه هو ارسمى ما يمثله هو لك – أوافق و لكن عليكِ أن ترشدينى – اتفقنا أمسكت الفرشاة و هى توجهها بهمسات رقيقة. و حين انتهت، وجدت أنها رسمت قلبا” مكسورا” بداخله سهم يحمل اسمه